يا أباذر : اعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك.
واعلم أن أول عبادة الله المعرفة به فهو الاول قبل كل شيء فلا شيء قبله
، والفرد فلا ثاني له ، والباقي لا إلى غاية ، فاطر السموات والارض وما فيهما وما بينهما من شيء
وهو الله اللطيف الخبير وهو على كل شيء قدير
، ثم الايمان بي
والاقرار بأن الله تعالى أرسلني إلى كافة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ،
ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
واعلم يا أباذر : إن الله عزوجل جعل أهل بيتي في أمتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن رغب عنها غرق
، ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخلها كان آمنا.
يا أباذر : احفظ ما أوصيك به تكن سعيدا في الدنيا والاخرة.
يا أباذر : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ.
يا أباذر : اغتنم خمسا قبل خمس :
شبابك قبل هرمك ،
وصحتك قبل سقمك ،
وغناك قبل فقرك
، وفراغك قبل شغلك
، وحياتك قبل موتك.
يا أباذر : إياك والتسويف بعملك فإنك بيومك ولست بما بعده
، فإن يكن غد لك فكن في الغد كما كنت في اليوم.
وإن لم يكن غدا لم تندم على ما فرطت في اليوم.
يا أباذر : كم من مستقبل يوما لا يستكمله ، ومنتظر غدا لا يبلغه.
يا أباذر : لو نظرت إلى الاجل ومسيره لابغضت الامل وغروره.
يا أباذر : كن كأنك في الدنيا غريب أو كعابر سبيل. وعد نفسك من أصحاب القبور.
يا أباذر إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء. وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح.
وخذ من صحتك قبل سقمك. ومن حياتك قبل موتك ، فإنك لا تدري ما اسمك غدا.
يا أباذر : إياك أن تدركك الصرعة عند العثرة ، فلا تقال العثرة ، ولا تمكن من الرجعة. ولا يحمدك من خلفت بما تركت
. ولا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت به.