إذا اكمل الصائمون صيام رمضان وقيامه فقد وفوا ما عليهم من العمل وبقى لهم من الأجر وهو المغفرة
من وفى ما عليه من العمل كاملاً وفى له الأجر كاملاً ومن سلم ما عليه موفراً تسلم ماله نقداً لا مؤخرا ومن نقص من العمل الذى عليه ،نقص من الأجر بحسب نقصه فلا يلم الا نفسه
قال سلمان :الصلاة مكيال فمن وفى وفى له ومن طفف فقد علمتم ما قيل فى المطففين.....ويل للمطفييين
اما يستحى من يستوفى مكيال شهواته ويطفف فى مكيال صيامه وصلاته
غدا توفى النفوس ما كسبت..ويحصد الزارعون ما زرعوا.
..إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم...وإن أساؤا فبئس ما صنعوا
كان السلف الصالح يجتهدون فى إتمام العمل وإكماله ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده وهؤلاء الذين {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }
كانوا لقبول العمل أشد اهتماما منهم بالعمل وقد سمعوا قول الله عز وجل: إنما يتقبل الله من المتقين
...عن فضاله بين عبيد..قال:لأن اكون أعلم أن الله قد تقبل منى مثقال حبة من خردل أحب إلى من الدنيا وما فيها لان الله يقول:إنما يتقبل الله من المتقين ..
وقال مالك بن دينار: الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل .....
وقال عبد العزيز بن داوود: أدركتهم يجتهدون فى العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهمأم لا ؟
وخرج عمر بن عبد العزيز رحمه الله فى يوم عيد الفطر فقال فى خطبته
:أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يوماً وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله ان يتقبل منكم....
..كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيقال له...إنه يوم فرح وسرور فيقول
:صدقتم ولكنى عبد أمرنى مولاىأن أعمل له عملاً فلا أدرى أيقبله منى أم لا ..
.ورأى وهيب بن الورد قوماً يضحكون فى يوم عيد فقال
: إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين
...إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا فالعجب كل العجب من اللعب الضاحك فى اليوم الذى يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون
لعلك غضبان وقلبى غافل...سلام على الدارين إن كنت راضياً ..
ماذا فات من فاته خير رمضان ؟
وأى شىء أدرك من أدركه فيه الحرمان
كم بين من حظه فيه القبول والغفران ومن كان حظه فيه الخيبة والخسران
..متى يغفر لمن لا يغفر له فى هذا الشهر ؟.
..من يقبل من رد فى ليلة القدر.
..متى يصلح من لا يصلح فى رمضان ؟.
..متى يصلح من كان فيه من داء الجهالة والغفلة مرضان.
...إذا الروض أمسى مجدبا فى ربيعه...ففى ؟أى حين يستنير ويخصب..
.كل ما لا يثمر من الأشجار فى أوان الثمار فانه يقطع ،ثم يوقد فى النار... من فرط فى الزرع وقت البدار لم يحصد يوم الحصاد غير الندم والخسران
..يا اخوتاه
.شهر رمضان يفاض على المتقين فى اوله خلع الرحمة والرضوان ، ويعامل أهل الإحسان بالفضل والاحسان ، واما أوسط الشهر فالأغلب عليه المغفرة ، واما آخر الشهر فيعتق فيه من النار من أوبقته الأوزار واستوجب النار بالذنوب الكبار ، وإنما كان يوم افطر من أد رك رمضان عيد لجميع الأمة لأنه يعتق فيه اهل الكبائر من الصائمين من النار ، فليتحق فيه المذنبون بالأبرار
.....فيا أرباب الذنوب العظيمة : الغنيمة الغنيمة فى هذة الأيام الكريمة ، فما منها عوض ولا لها قيمة .فمن يعتق فيها من النار فقد فاز بالجائزة العظيمة ، والمنحة الجسيمة..
.يا من اعتقه مولاه من النار : إياك أن تعود بعد ان صرت حراً إلى رق الأوزار ، أيبعدك مولاك من النار وتتقرب منها ، وينقذك منها وانت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها
....وإن امرءاً ينجو من النار بعدما ...تزود من اعمالها لسعيد
إن كانت الرحمة للمحسنين فالمسىء لا ييأس منها ، وإن تكن المغفرة للمتقين فالظالم غير محجوب عنها.
..إن كان لا يرجوك الإ محسن..فمن الذى يرجو ويدعو المذنب.
.فيا أيها العاصى وكلنا ذلك لا تقنط من رحمة الله بسوء أعمالك، فكم يعتق من النار فى هذة الأيام من امثالك ، فأحسن الظن بمولاك وتب إليه فإنه لا يهلك على الله هالك.
.....إذا اوجعتك الذنوب فداوها ..برفع يد بالليل والليل مظلم..
.ولا تقنطن من رحمة الله إنما..قنوطك منها من ذنوبك اعظم
.....فرحمته للمحسنين كرامة...ورحمته للمذنبين تكرم.
...كاان بعض السلف إذا صلى استغفر من تقصيره فيها كما يستغفر المذنب من ذنبه
...إذا كان هذا حال المحسنين فى عبادتهم فكيف حال المسيئين مثلنا فى عباداتهم
..ارحموا من حسناته كلها سيئات وطاعاته كلها غفلات ....من استغفر الله بلسانه وقلبه على المعصية معقود ، وعزمه أن يرجع إلى المعاصى بعد الشهر ويعود ، فصومه عليه مردود، وباب القبول عنه مسدود{لطائف المعارف }.
.كان حسان بن أبى سنان يصوم الدهر ويفطر على قرص ويتسحر بآخر فنحل وسقم جسمه حتى صار كهيئة الخيال ، فلما مات وادخل مغتسله ليغسل كشف الثوب عنه فإذا هو كالخيط الأسود قال : واصحابه يبكون حوله...قال حريث : فحدثنى يحى البكاء وإبراهيم بن محمد العرنى قالا :لما نظرنا إلى حسان على مغتسله وما قد أبلاه الدءوب استدمه اهل البيت وعلت أصواتهم فسمعنا قائلاً يقول من ناحية البيت
:تجوع للإله لكى يراه ...نحيل الجسم من طول الصيام
...فوالله ما رأينا فى البيت إلا باكيا ً ونظرنا فلم نجد أحد..قال حريث بن طرفه : فكانوا يرون أن بعض الجن قد بكاه.
..أين من كان إذا صام صان الصيام ، وإذا استقام استقام فى القيام ن احسنوا الإسلام ثم رحلوا بسلام، فما بقى إلا من اذا صام افتخر بصيامه وصال .
...عبادالله إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل ولم يبق منه إلا القليل فمن منكم احسن فيه فعليه التمام ومن فرط فليختمه بالحسنى والعمل بالختام ، فاستغنموا منه ما بقى من الليالى اليسيرة والأيام واستودعوه عملا صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلام وودعوه عند فراقه بازكى تحية وسلام
...سلام من الرحمن كل اوان على خير شهر قد مضى وزمان
....سلام علىشهر الصيام فإنه ...أمان من الرحمن كل أمان
..لئن فنيت أيامك الغر بغتة ...فما الحزن من قلبى عليك بفان
.شهر رمضان وأين هو شهر رمضان ؟ ألم يكن منذ لحظات بين أيدينا ، ألم يكن ملء أسماعنا وأبصارنا ؟ ألم يكن هو حديث منابرنا ، زينة منائرنا وبضاعة أسواقنا ..ومادة موائدنا ، وحياة مساجدنا ..فأين هو الآن ؟كيف لا تجرى للمؤمن على فراقه دموع وهو لا يدرى هل بقى له فى عمره إليه رجوع