إن الإمسا ك عن الطعام ليس بقاصر على الإنسان وحده ..فهناك حيوانات تصوم فى ظروف معينة وأغلب الطيور تمتنع عن تناول الطعام حينما تقوم بحضانة البيض ..والزواحف والثعابين تنطوى على نفسها مدة طويلة ولا تتناول طعاما..وذلك يعرف بالبيات الشتوى
معجزة الدب الابيض
ومن معجزات الله فى خلقه ما أرويه للقارىء عن معجزة "الدب الأبيض " كما جاء فى كتاب غرائز الحيوانات للأستاذ "محمد فياض " :
والدب الأبيض أقوى الحيوانات التى تعيش فى المنطقة الشمالية ،وأضخمها جثة وقد يبلغ طوله فى بعض الحالات ثلاثة أمتار ، ووزنه سبعة قناطير...وهو يعوم بسهولة فى الماء ويعدو بسرعه على الجليد ، ويتسلق أكوامه العاليه ، ومن دواعى الدهش أن مثل هذا الحيوان الكبير الجسم ، الثقيل الوزن
، يتحرك بخفة فوق الجليد الأملس دون ان ينزلق ، ويرجع السبب فى ذلك إلى أن باطن قدمه العريضه ، مزودة بخصلة من الشعر الطويل الخشن ، الذى يثبتها فوق الجليد ويمنع انزلاقها.
..وهو يتغذى بالاسماك وعجول البحر ..التى يصطادها بنفسه وبجثث الحيتان الميتة التى يقذف بها البحر إلى الشاطىء..
.وفى الصيف عندما تظهر الخضرة فى البقاع الشمالية يضيف الدب إلى غذائه أثمار التوت وبعض البقول والأعشاب.
.وفى الشتاء حيث تنقرض الخضرة ويندر الغذاء يأكل الدب كل ما يصادفه من أعشاب بحريه وأوراق جافة وأخشاب وغير ذلك .
....."والمبيت الشتوى " مقصور على الانثى التى تدفن نفسها تحت الجليد وتقضى شهور الشتاء فى "سبات عميق " وفى هذه الفترة تلد...وفى العادة تضع صغيرين وتغذيهما بلبنها الذى يتدفق من ثديها بغزارة .
..وهى لا تخشى الاختناق تحت غطائها السميك من الجليد لأنها تترك فيهمنفذاً يتسرب منه الهواء إليها ...ويظل هذا المنفذ مفتوحاً لا يسده الجليد ، وذلك بتأثير أنفاسها الساخنةوالحرارة المنبعثة من جسمها
....وبالرغم من انها تصوم أثناء مبيتها الشتوى فإن لبنها يدر بغير إنقطاع لتغذية ولديها...وتعتبر هذه الظاهرة من المعجزات الإلهية...إذ كيف يتيسر لها أن تدبر هذا السيل من الغذاء بدون ان تتناول شيئاً من الطعام ؟
.....والسر فى ذلك يرجع إلى أنها أثناء الصيف تلتهم كميات وافرة من الغذاء الذى يتحول بعضه إلى طبقة سميكة من الدهن تحت جلدها.
..وفى الشتاء يؤدى هذا الدهن ثلاث وظائف ضرورية لحياتها وذريتها فهو يقيها البرد أثناء رقادها تحت الجليد ..ويتحول جزء منه إلى غذاء صالح لها ويتحول جزء آخر إلأى لبن يعول ولديها .
..ووكالات الأنباء والصحافة العالمية ، تطالعنا أحيانا بخبر عن رجل هندى يرقد فى صندوق معدنى ، ويحكمون إغلاقه ويضعونه فى قاع حمام السباحة ، ويتركونه تحت الماء ساعة كاملة ، ثم يرفعونه ويفتحونه فيرى الناس الرجل الهندى حياً لم يصبه أذى
...وقد حاول بعض العلماء تفسير هذه الظاهرة فقال :
إن : الاوكسجين " المحتوى عليه الصندوق يكفى للتنفس طول المدة التى يظل فيها تحت الماء وإن بخار الماء وثانى أكسيد الكربون المتولدين من التنفس فى هذه الفترة لا يكفيان لإحداث الإختناق وربما كان هذا التحليل صحيحاً ولكن لم يجرؤ أحد علىاختبار صحته بطريقة علمية..
..ومهما كان السر فى هذة العملية ...فإن هذا الساحر الهندى يعجز عن محاكاة أنثى الدب الأبيض ، لانه لا يستطيع ان يدفن نفسه فى الجليد طول شهور الشتاء ، ويعمل على إستمرار تنفسه ،ويدبر أمر تغذيته مع طفلين راقدين بجانبه ...ثم يخرج بعد ذلك حياً لم يمسه الضرر..
.إلا ان فى خلق الله أسرار تحار فى إدراكها عقول البشر ونواميس احكم الله وضعها وتنسيقها وصدق الله إذيقول "قال فمن ربكما يا موسى .قال ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى "...{طه :49-50 }...
وإن شاء الله اتلكم عن طائر آخر ولكن ليس الان لأن الوقت قد تأخر .......