الشاعر العربى القديم يقول:
أمر على الديار ديار ليلى.....أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبى...ولكن حب من سكن الديارا
فمن أجل التى تسكن هذه الجدران المصنوعة من الحجارة او من طين تصبح لهذه الجدار معان مقدسة...فالعاشق الولهان يرى الجدارن وكانها حائط المبكى.
لمسهما ويتبرك بذلك...ويبكى عندها وحولها من اجل ان يرى محبوبته !
ومنذ ذلك الحين والمحبون يبكون على الجدار وعلى الباب وعلى الشباك وعلى سماعة التليفون وعند سماع الأغانى
وعند شم منديل ارسلته محبوبته أو وردة أوخطاب معطر..وليس الورق ولا الحبر ولا الورد هو الذى يهز القلوب ولكن أن تكون المحبوبة قد لمست او سمعت أو رات شيئا من هذا كله ...ان تكون أية صلة بين هذه الأشياء الجامدة وبين المحبوبة...كل هذا قديم ولكن يتجدد مع كل قلب وكل حب .
ولا جديد أو قديم فى الحب فالحب لا عمر له ..إنه يولد مع كل طفل ويكبر مع كل شاب ويبقى فى كل قلب كبير
ولا أحد أكبر من الحب ...بل كل الناس اطفال امام الحب ...قلوب بلا عقول...ولابد ان يكون هذا حال استاذنا العظيم عباس محمود العقادعندما أهدته محبوبته بلوفر من صنع يديها .....فتسائل وكأنه يتمنى ان يكون ذلك قد حصل
ألم أنل منك فكرة ..فى كل شكة إبرة ؟
وكل عقدة خيط...وكل جفرة بكرة ؟
نسجته بيديك...على هدى ناظريك
إذا ما احتوانى فإنى...ما زلت فى أصبعيك
فقد تصور بسذاجة المحبين انها كانت تفكر فيه...ولو عرف العقاد كيف تصنع المراة البلوفر لعدل عن رأيه
فصناعة البلوفرات عمل آلى بحت..تقوم به المرأة وهى تتفرج على التليفزيون وتكون مشغولة برؤية إسماعيل ياسين
وهو يتشقلب كالقرد أو بمنظر محمود المليجى وهو يطلق الرصاص على أحد الأبرياء
ويبدو أن هذه السذاجة أيضاً هو شىء جعلت مؤلفاً غنائياًيقول على لسان فايزة احمد : غازلاله يا امه بايدى الطاقية
وبناء على ذلك فهى أحق بهذا المحبوب من أية فتاة اخرى...مع اننا نعلم جميعاً أن "غزل " الطاقية أو البلوفر ليس فيه اى مجهود عقلى او عاطفى..وإنما هو عمل لا شعورى بحت
ولكنها سذاجة الحبين الكبار والصغار ...العقاد وغيره !